فإن قالوا : الأبلق موضوع لما اجتمع فيه اللّونان ، بشرط كونه فرسا.
قلنا : لو جاز هذا ، لجاز في كلّ مجاز ، ولا يطّرد الاعتذار بمثله ، فيبطل الاستدلال بعدم الاطّراد على كونه مجازا.
وكذا القارورة حقيقة في الزّجاجة الخاصّة ، لكونها مقرّا للمائعات ، وهذا المعنى موجود في الجرّة ، والكوزة ، ولا يسمّى قارورة.
قال بعض المتأخّرين : علامة المجاز عدم الاطّراد في مدلوله ، مع عدم ورود المنع من اللغة أو الشّرع ، ولا يرد اطّراد بعض المجازات ، مع أنّه ليس حقيقة ، لأنّ عدم الاطّراد دليل المجاز ، ولم يجعل الاطّراد دليل الحقيقة. (١)
والتزم بعضهم (٢) الدّور ، لأنّ عدم الاطّراد الّذي جعل علامة على المجاز ، قد يوجد في الحقيقة كالسخيّ وغيره ، وهو حقيقة.
فإن قلت : عدم الاطّراد هنا لمانع.
قلنا : فعدم الاطّراد إنّما يدلّ على المجاز إذا لم يكن لمانع ، وإنّما يعرف بأنّه (٣) ليس لمانع ، لو كان مجازا. (٤)
وفيه نظر ، لمنع الملازمة الأخيرة.
السابع : امتناع الاشتقاق دليل على المجاز ، فإنّ الاسم إذا كان موضوعا
__________________
(١) لاحظ الإحكام للآمدي : ١ / ٢٨.
(٢) لاحظ رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب : ١ / ٣٨٠ ـ قسم المتن ـ.
(٣) في «أ» و «ب» : أنّه.
(٤) الإحكام للآمدي : ١ / ٢٨.