على أبي بكر فقال له :
اتّقوا الله عباد الله في أهل بيت نبيّكم ، وردّوا إليهم حقّهم الذي جعله الله لهم ، فقد سمعتم مثل ما سمع اخواننا في مقام بعد مقام لنبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومجلس بعد مجلس يقول : « أهل بيتي أئمّتكم بعدي » ويومئ إلى عليّ ، ويقول : « وهذا أمير البررة ، وقاتل الكفرة ، مخذول من خذله ، منصور من نصره ، فتوبوا إلى الله من ظلمكم إيّاه ، إنّ الله توّاب رحيم ، ولا تتولّوا عنه معرضين » (١).
وفي هذا الخطاب دعوة إلى الحقّ ، ووئام المسلمين ، وجمع كلمتهم ، ووحدة صفّهم إلاّ أنّ القوم أعاروا خطابه أذنا صمّاء.
وأبيّ بن كعب الأنصاري سيّد القرّاء ، ومن أصحاب العقبة الثانية ، شهد مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم المشاهد كلّها ، وكان عمر يسمّيه سيّد المسلمين (٢) ، وقد أنكر على أبي بكر تقمّصه للخلافة ، وقال له :
يا أبا بكر ، لا تجحد حقّا جعله الله لغيرك ، ولا تكن أوّل من عصى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في وصيّه وصفيّه ، وصدف عنه أمره ، اردد الحقّ إلى أهله تسلم ، ولا تتماد في غيّك فتندم ، وبادر الإنابة يخفّ وزرك ، ولا تختصّ بهذا الأمر الذي لم يجعله الله لك ، فتلقى وبال عملك ، فعن قليل تفارق ما أنت فيه ، وتصير إلى ربّك فيسألك عمّا جنيت ، وما ربّك بظلاّم للعبيد (٣).
وفي هذا الخطاب الإشادة بمركز الإمام عليهالسلام ، وأنّه أحقّ بالخلافة من غيره.
__________________
(١) الكنى والألقاب ١ : ١٣.
(٢) الاصابة ١ : ٣١.
(٣) ـ هذه هي الشيعة : ٩٦.