وتولّى عمر الخلافة بسهولة وسرور ولم يلق أي جهد أو عناء ، وقد قبض على الحكم بيد من حديد ، وساس الامّة بشدّة وعنف حتّى تحامى لقاءه أكابر الصحابة ، فقد كانت درّته ـ كما يقولون ـ أرهب من سيف الحجّاج ، حتى أنّ حبر الامّة عبد الله بن عباس لم يستطع أن يجهر برأيه في حلية المتعة إلاّ بعد وفاته ، وقد خافه وهابه ووصفه الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في خطبته الشقشقية بالحوزة الخشناء التي يغلظ كلمها ويخشن مسّها.
وعلى أي حال فإنّا نعرض بصورة موجزة إلى بعض معالم سياسته الداخلية والخارجية حسب ما صرّحت به مصادر التاريخ وغيرها.
واتّسمت سياسة عمر الداخلية بالعنف والشدّة ، وقد سيطر سيطرة تامّة على البلاد ، وقابل كلّ من كان يعتدّ بنفسه بالصرامة ، كان منهم من يلي :
كان سعد بن أبي وقّاص شخصية مرموقة ، وبلاؤه في فتح فارس معروف ، وقد أقبل على عمر وكان يقسّم مالا بين المسلمين ، فزاحم الناس حتى خلص إلى عمر ، فلمّا رأى اعتداده بنفسه علاه بالدرة ، وقال : لم لم تهب سلطان الله في