وسلب تراثها ، وقد تركوا بذلك عترة النبيّ ووديعته يتقطّعون حسرات ، قد نخب الحزن قلوبهم ، وهاموا في تيارات من الأسى والشجون.
من الإجراءات المؤسفة التي اتّخذها أبو بكر ضدّ العترة النبوية إلغاء الخمس ، الذي هو حقّ مفروض لها نصّ عليه القرآن قال تعالى : ( وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (١).
أجمع الرواة أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يختصّ بسهم من الخمس ويخصّ أقاربه بسهم آخر منه ، وكانت هذه سيرته إلى أنّ اختاره الله تعالى إلى جواره.
ولمّا ولي أبو بكر أسقط سهم النبيّ وسهم ذوي القربى ، ومنع بني هاشم من الخمس ، وجعلهم كبقيّة المسلمين (٢) ، وقد أرسلت زهراء الرسول وبضعته فاطمة الزهراء صلوات الله عليها إلى أبي بكر أن يدفع إليها ما بقي من خمس خيبر ، فأبى أن يدفع إليها شيئا منه (٣) ، فقد ترك شبح الفقر مخيّما على آل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وحجب عنهم ما فرضه الله لهم.
واستولى أبو بكر على جميع ما تركه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من بلغة العيش ، فحازه إلى بيت المال ، وقد سدّ بذلك كلّ نافذة اقتصادية على آل البيت ، وكانت حجّته في
__________________
(١) الأنفال : ٤١.
(٢) تفسير الكشّاف ـ في تفسير آية الخمس ٢ : ٥٨٣.
(٣) صحيح البخاري ٣ : ٣٦. صحيح مسلم ٢ : ٧٢.