بالماء حتى أروى المسلمين (١).
ونظر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى الأنصار وهم يتعاقبون في الحمل على النوق التي لم تكن تكفيهم ، فدعا لهم وقال :
« اللهمّ إنّهم حفاة فاحملهم ، وعراة فاكسهم ، وجياع فأشبعهم ، وعالة فأغنهم من فضلك ».
واستجاب الله تعالى دعاء نبيّه العظيم ، فما انتهت معركة بدر إلاّ وجد كلّ واحد منهم بعيرا معتليه ، واكتسى منهم كلّ عار ، وأصابوا الطعام من متاع قريش ، وأصابوا فداء الأسرى فاغتنى به كلّ عائل منهم (٢).
وأنفق النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ليله ساهرا يصلّي إلى جانب شجرة ، وقد نام جميع المسلمين إلاّ هو ، كما حدّث بذلك الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وكان يدعو الله تعالى بهذا الدعاء :
« اللهمّ هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحاربك وتكذّب رسولك ، اللهمّ فنصرك الّذي وعدتني ، اللهمّ أحفّهم (٣) الغداة ... » (٤).
وأخذ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يلهم أصحابه القوّة والنشاط قائلا لهم :
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ١ : ٤٠٦.
(٢) إمتاع الأسماع ١ : ٦٤.
(٣) أحفّهم : أي أهلكهم.
(٤) السيرة النبوية ـ ابن هشام ١ : ٩٢٣.