الذي يدلّ بوضوح على أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قد نصّ عليه بالخلافة ، ولو لم تكن النصوص في حقّه موجودة لكان هو المتعيّن لهذا المنصب وذلك لمواهبه وعبقرياته وجهاده في سبيل الإسلام ، وقد ألمحنا في فصول هذا الكتاب إلى ذلك.
واتّخذت حكومة أبي بكر مع أهل البيت عليهمالسلام إجراءات مؤسفة اتّسمت بالقسوة والشّدة ، كان منها ما يلي :
ولمّا أعلن الإمام عليهالسلام رفضه الكامل لبيعة أبي بكر ، واحتجّ عليه بأنّه أولى بالخلافة منه لأنّه أخو النبيّ وأبو سبطيه وختنه على بضعته ، والمجاهد الأوّل في الإسلام ، وانضمّ إليه كبار الصحابة ، وكانوا يعقدون الاجتماع في داره ، فضاق أبو بكر من ذلك ذرعا ، فاقتضت سياسته أن يكبس دار الإمام ويتّخذ معه جميع وسائل العنف ، فأصدر أوامره إلى عمر بكبس داره وإخراجه قسرا إلى الجامع ليبايع ، وراح عمر يشتدّ ومعه شرطته وجنوده ، وحمل معه قبسا من النار ، وحمل جنوده الحطب وراحوا مسرعين يعلوهم الغضب ليحرقوا بيت الوحي والتنزيل ، البيت الذي أذهب الله عن أهله الرجس وطهّرهم تطهيرا ، وهجم عمر على دار الإمام وهو مغيظ محنق رافعا صوته :
والذي نفس عمر بيده ليخرجنّ أو لأحرقنّها على من فيها.
فعذلته طائفة ، وحذّرته من عقوبة الله قائلة :
إنّ فيها فاطمة.