أشرت بالرأي ...
ومضى إلى قريش فقال لأبي سفيان ومن معه من زعماء قريش : قد عرفتم ودّي لكم وفراقي محمّدا ، وإنّه بلغني أمر قد رأيت عليّ حقّا أن أبلغكموه نصحا لكم فاكتموا عنّي.
وطفقوا قائلين :
نفعل ذلك.
إنّ اليهود قد ندموا على ما صنعوه مع محمّد ، وأرسلوا إليه أنّهم قد ندموا على ما فعلوه ، وإنّه إذا يرضيه أن يأخذوا من أشراف قريش وغطفان جماعة ويسلّموهم إليه ليضرب أعناقهم ، ثمّ يكونوا معه ... فإن بعثت لكم اليهود يلتمسون منكم رهنا من رجالكم فلا تدفعوا إليهم رجلا واحدا ...
وأرسل أبو سفيان ورؤساء بني غطفان إلى بني قريظة عكرمة بن أبي جهل مع جماعة من قريش وغطفان فطلبوا منهم الالتحاق بهم لمحاربة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالت بنو قريظة : لا نقاتل معكم حتى تعطونا رهنا من رجالكم يكونون بأيدينا حتى نناجز محمّدا ... ورجعت الرسل إلى قريش وغطفان فأخبروهم بمقالة بني قريظة ، فصدّقوا مقالة نعيم بن مسعود ، وقالوا : لا نعطيهم أي واحد منّا ، وبذلك فقد تخلّص المسلمون من يهود بني قريظة ، فلم ينضمّوا إلى قريش ولم يشتركوا معهم في حرب رسول الله (١).
ولمّا علم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم خروج القرشيّين وقبائل غطفان لحربه جمع أصحابه
__________________
(١) السيرة النبوية ـ ابن هشام ٢ : ٢٢٩ ـ ٢٣٠.