والنعمان بن عجلان لسان الأنصار وشاعرهم ، وهو من الناقمين على أبي بكر ، وقد خاطب القوم بهذه الأبيات :
وقلتم حرام نصب
سعد ونصبكم |
|
عتيق بن عثمان
حلال أبا بكر؟ |
وأهل أبو بكر
لها خير قائم |
|
وأنّ عليّا كان
أخلق بالأمر |
وأنّ هوانا في
عليّ وأنّه لأهل |
|
لها من حيث يدري
ولا يدري (١) |
ومعنى هذا الشعر أنّ المهاجرين أنكروا على سعد تصدّيه للخلافة وحرّموها عليه ؛ لأنّه ليس من الاسر القرشية وأخذوها منه ؛ لأنّهم يمتّون إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بصلة النسب ، فهلاّ أرجعوها إلى الإمام الذي هو ألصق الناس برسول الله وأقربهم إليه.
وكان عثمان بن حنيف من خيار الصحابة ، وقد انضمّ إلى الجماعة التي أنكرت على أبي بكر ، فقد قال له : سمعنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « أهل بيتي نجوم الأرض ، فلا تتقدّموهم ، فهم الولاة من بعدي » ، فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله ، وأي أهل بيتك؟ فقال : « عليّ والطّاهرون من ولده » (٢).
وحكى هذا الاحتجاج النصّ الوارد من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في شأن أهل بيته ، وهو صريح واضح في تعيينهم خلفاء لامّته.
أمّا سهل بن حنيف فهو من خيار الصحابة ، وقد أعلن تأييده للإمام عليهالسلام ، فقد
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ـ ابن أبي الحديد ١٩ : ١٧٤.
(٢) حياة الإمام الحسن بن عليّ عليهماالسلام ١ : ١٦٨.