وحفل كلام الإمام عليهالسلام بما يتمتّع به أهل البيت من الصفات القيادية من الفقه بدين الله والعلم بسنن رسول الله ، والاضطلاع بامور الرعية ، وغير ذلك من الصفات التي يعتبرها الإسلام فيمن يتولّى شئون الحكم ، وهي لم تتوفّر إلاّ في أهل البيت عليهمالسلام.
وتخلّفت الاسرة النبوية ومن يتّصل بها من أعلام الإسلام عن بيعة أبي بكر ، واحتجّت عليه بحجج دامغة بأنّ آل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أولى بمقامه ، وأحقّ بمركزه منه ، ونعرض لها فيما يلي :
واحتجّ الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام بكوكبة من الاحتجاجات الصارمة على أبي بكر ، وقد ذكرنا احتجاجاته عليه وعلى غيره في جزء خاصّ من هذه الموسوعة.
احتجّت سيّدة نساء العالمين على أبي بكر وغيره بحجج بالغة على أحقّية الإمام للخلافة ، وندّدت بما اقترفه القوم من إقصاء الإمام عنها ، وأنّ الامّة من جرّاء ذلك ستواجه أعنف المشاكل وأقسى ألوان الخطوب ، قالت سلام الله عليها :
ويحهم أنّى زحزحوها ـ أي الخلافة ـ عن رواسي الرّسالة ، وقواعد النّبوّة ، ومهبط الرّوح الأمين! والطّبن (١) بأمور الدّنيا والدّين ، ألا ذلك هو الخسران المبين ،
__________________
(١) الطبن : الخيبر.