ألا هل بلّغت؟ ».
نعم ...
« اللهمّ اشهد .. إنّ المسلم أخو المسلم لا يغشّه ، ولا يخونه ، ولا يغتابه ، ولا يحلّ له دمه ، ولا شيء من ماله إلاّ بطيب منه ، ألا هل بلّغت؟ ».
نعم ...
ويستمرّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في تأسيس المناهج التربوية والأخلاقية والاجتماعية ، وما يسعد به الإنسان في دنياه وآخرته ، ثمّ يختتم خطابه الرائع بقوله :
« لا ترجعوا بعدي كفّارا مضلّلين يملك بعضكم رقاب بعض ، إنّي خلّفت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، ألا هل بلّغت؟ ».
نعم ..
اللهمّ اشهد .. إنّكم مسئولون فليبلّغ الشّاهد منكم الغائب ... » (١).
وانتهى هذا الخطاب الحافل بجميع القيم الاجتماعية والسياسية التي تسمو بها امّته ، وتتحقّق لها السيادة على شعوب العالم وامم الأرض ... وقد ختم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بأهمّ وصيّة له ، وهي لزوم التمسّك بكتاب الله العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، والتمسّك بالعترة الطاهرة لتكون لها القيادة العامّة لامّته على مسرح حياتها السياسية والاجتماعية.
وبعد ما أدّى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الحجّ إلى بيت الله الحرام ووضع الخطط السليمة لصيانة امّته من الزيغ قفل راجعا إلى يثرب ، وحينما اجتاز موكبه في غدير خمّ هبط
__________________
(١) حياة الإمام الحسين بن عليّ عليهماالسلام ١ : ١٩٥ ـ ١٩٨ ، نقلا عن تاريخ اليعقوبي ٢ : ٩٠ ـ ٩٢.