( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) (١)؟ (٢).
وشجبت بضعة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في خطابها على نساء الأنصار والمهاجرين بيعة أبي بكر ، وأنّهم قد جافوا بها عترة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد حفل خطابها الذائع البليغ بما يلي :
أوّلا : أنّها أدلت بالأسباب التي من أجلها أعرض القوم عن بيعة الامام ، وهي :
١ ـ نكير سيف الإمام الذي حصد به رءوس المشركين من قريش ، ذلك السيف الذي كان معجزة للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد أولد في نفوس القوم حقدا على الإمام وكراهية له.
٢ ـ شدّة وطأة الإمام ، فإنّه لم يصانع طيلة حياته ، ولم يهب أحدا ، ولم تأخذه في الله تعالى لومة لائم ، الأمر الذي ملأ قلوب أعداء الله عليه غيظا وحنقا.
٣ ـ تنمّره في ذات الله ، فقد وهب حياته لله تعالى ، وتنكّر للقريب والبعيد إرضاء لله وتفانيا في طاعته ... هذه هي الأسباب التي أدّت إلى إعراض القوم عن بيعة الإمام عليهالسلام.
ثانيا : إنّ الامّة لو تابعت الإمام وأخذت بهديه لظفرت بما يلي :
١ ـ أن يسير فيهم بسيرة العدل الخالص ، والحقّ المحض ، ويحكم فيهم بما أنزل الله.
٢ ـ أنّه يوردهم منهلا عذبا ويقودهم إلى شاطئ الأمن والسلام.
__________________
(١) يونس : ٣٥.
(٢) بلاغات النساء : ٢٣. أعلام النساء ٣ : ٢١٩ و ٢٢٠.