وأقرّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم حكم سعد ، وقال له :
« لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرفعة ... » (١).
ونفّذ الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام حكم الاعدام في هؤلاء الأشرار ، فقد حصد رءوسهم بسيفه.
وبنو النضير من فصائل اليهود الذين أترعت نفوسهم بالبغض والعداء إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد سار إليهم في جماعة من أصحابه ، في طليعتهم الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وذلك لأخذ دية منهم كانت قد اتّفق معهم عليها ، وجلس النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى جانب جدار من بيوتهم ، فخلا بعضهم ببعض وتآمروا على أن يلقي بعضهم صخرة من السطح على رأس النبيّ ، واستجاب عمرو بن جحاش لذلك ، وأخذ معه الصخرة ، فنزل الوحي من السماء على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يخبره بذلك ، فسارع قائما وترك أصحابه في مجالسهم وقفل راجعا إلى المدينة ، وفي ذلك يقول السبكي :
وجاءك الوحي
بالذي أضمرت بنو |
|
النضيرة وقد
همّوا بإلقاء صخرة (٢) |
وسارع الإمام عليهالسلام إلى اليهودي الذي حاول اغتيال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فقتله ، وهربت العصابة التي معه ، فطلب الامام من الرسول ملاحقتهم فأذن له ، وزوّده بكوكبة من جيشه فلحقوهم قبل دخول حصنهم وقتلوهم ، وكان ذلك السبب في فتح حصونهم ، وانبرى جماعة من الشعراء كان منهم حسّان بن ثابت فنظّموا في
__________________
(١) السيرة النبوية ـ ابن هشام ٢ : ٢٣٩ ـ ٢٤٠.
(٢) إنسان العين ٢ : ١٧٦.