مناجزة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ونهاهم عن فتح باب الحرب مع المسلمين قائلا :
إنّي أرى قوما مستميتين لا تصلون إليهم .. يا قوم ، اعصبوها اليوم برأسي وقولوا : جبن عتبة بن ربيعة ، ولقد علمتم أنّي لست بأجبنكم ..
وسمع أبو جهل نصيحة عتبة فاستشاط غضبا وغيظا وصاح به :
أنت تقول هذا؟ والله! لو غيرك يقول هذا لعضضته ، لقد ملئت رئتك وجوفك رعبا ..
ويردّ عليه عتبة بعنف قائلا :
إيّاي تعيّر يا
مصفرا استه (١) |
|
ستعلم اليوم
أيّنا أجبن؟ (٢) |
و نظر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى عتبة ، وكان على جمل أحمر ، فرأى في وجهه الرشد والخير ، فقال لأصحابه : « إن يكن في أحد من القوم خير فعند صاحب الجمل الأحمر ، إن يطيعوه يرشدوا ... » (٣).
ولم تصغ قريش لنصيحة عتبة ، ومضت سادرة في غيّها وجهلها ، وصمّمت على مناجزة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ونظر أبو جهل إلى قلّة أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فاستضعفهم واستهان بهم وقال : إنّ محمّدا وأصحابه أكلة جزور ... (٤).
وأصاب الجيش الإسلامي ظمأ في بدر فانبرى الإمام عليهالسلام إلى القليب وجاء
__________________
(١) كان أبو جهل مصابا بشذوذ جنسي ، وكان يحني استه ليرغب فيه فسّاق قومه ، فلذا عيّره عتبة.
(٢) تاريخ الطبري ٢ : ١٣٢.
(٣) السيرة النبوية ـ ابن هشام ١ : ٩٢٠.
(٤) المصدر السابق : ٦٢٣.