قال بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة على النبيّ :
يا معشر قريش ، اشهدوا عليّ ، إنّي أشهد على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد رأيته في هذا المكان ـ يعني جامعه ـ وقد أخذ بيد عليّ بن أبي طالب عليهالسلام وهو يقول :
« أيّها النّاس ، هذا عليّ إمامكم من بعدي ، ووصيّي في حياتي وبعد وفاتي ، وقاضي ديني ، ومنجز وعدي ، وأوّل من يصافحني على حوضي ، وطوبى لمن تبعه ونصره ، والويل لمن تخلّف عنه وخذله » (١).
لقد أدلى سهل بشهادته أمام القوم بأنّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قد نصّ على إمامة الإمام أمير المؤمنين وعلى سمو منزلته ، وعظيم مكانته عند الله تعالى وعند رسوله.
أمّا خزيمة بن ثابت فهو من ألمع الصحابة ومن أوثقهم وآثرهم عند النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد كانت شهادته عند النبيّ تعادل شهادة شاهدين ، وذلك لما عرف به من الصدق ، وقد أعلن تأييده الكامل للإمام عليهالسلام قال :
أيّها الناس ، ألستم تعلمون أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل شهادتي وحدي ، ولم يرد معي غيري؟ فقالوا : بلى ، قال : فأشهد أنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول :
« أهل بيتي يفرّقون بين الحقّ والباطل ، وهم الأئمّة الّذين يقتدى بهم » ، وقد قلت ما علمت ، وما على الرسول إلاّ البلاغ المبين (٢).
وحكى خزيمة في احتجاجه ما سمعه من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في شأن عترته ، وهم الأئمّة الذين يقتدى بهم ، وهي شهادة صدق وحقّ.
__________________
(١) حياة الإمام الحسن بن عليّ عليهماالسلام ١ : ١٩٧.
(٢) الاحتجاج ١ : ١٠٢.