وأبو الهيثم بن التيهان ممّن عرف الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وقد أدلى بشهادته على أنّه أولى بالخلافة من غيره فقال :
أنا أشهد على نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه أقام عليّا يوم غدير خمّ ، فقالت الأنصار : ما أقامه إلاّ للخلافة ، وقال بعضهم : ما أقامه إلاّ ليعلم الناس أنّه مولى من كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مولى له ، وكثر الخوض في ذلك ، فبعثنا رجالا منّا إلى رسول الله فسألوه عن ذلك؟ فقال : « قولوا لهم : عليّ وليّ المؤمنين بعدي ، وأنصح النّاس لامّتي » ، وقد شهدت بما حضرني فمن شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر ، إنّ يوم الفصل كان ميقاتا (١).
وحكمت شهادة أبي الهيثم أنّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أقام الإمام عليهالسلام خليفة على امّته ، وقلّده منصب الإمامة من بعده ، وعلى هذا الأساس بنت الشيعة اطارها العقائدي في إمامة الإمام عليهالسلام.
وبهذا ينتهي بنا الحديث عن الاحتجاجات الصارمة التي اثرت عن أعلام الإسلام المتحرّجين في دينهم على أحقّية الإمام بالخلافة والولاية العامّة لامور المسلمين.
وعلى أي حال فإنّ أحداث السقيفة هي التي أدّت إلى انشقاق المسلمين وتفرّق كلمتهم ، فهي مصدر الفتنة الكبرى التي مني بها المسلمون على امتداد التاريخ ، ولم تنشأ الفتنة في أيام عثمان وعليّ ، كما يذهب إلى ذلك عميد الأدب العربيّ الدكتور طه حسين.
لقد نظرت الشيعة بعمق وشمول إلى ما اثر عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من الأخبار في فضل الإمام والإشادة بشخصيّته ، ولم يرد بعضها في غيره من أعلام الصحابة ، الأمر
__________________
(١) حياة الإمام الحسن بن عليّ ١ : ١٦٧.