الهواجس والآلام ... وحكى الإمام الصادق عليهالسلام مدى ذعرهم وفزعهم بقوله :
« لمّا مات النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بات أهل بيته كأن لا سماء تظلّهم ، ولا أرض تقلّهم ؛ لأنّه وتر الأقرب والأبعد ... ».
وقد انصبّت المحن والكوارث على العترة الطاهرة بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقد انتقمت منهم قريش ، وأبعدتهم عن مراكزهم ، وحالت بينهم وبين ما أراده الله ورسوله لهم ، ولم تمض على انتقاله إلى حضيرة القدس خمسون عاما وإذا هم بموكب جهير يجوب الأقطار حاملين رءوس أبنائه على أطراف الرماح ، وبناته سبايا يتصفّح وجوههنّ القريب والبعيد.
ووقف الإمام عليهالسلام على منبر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو يصوغ من حزنه كلمات وقال :
بأبي أنت وأمّي يا رسول الله ، والله! إنّ الجزع لقبيح إلاّ عليك ، وإنّ الصّبر لجميل إلاّ عنك ، وإنّ المصيبة بك لأجلّ ، وإنّ ما بعدك وما قبلك لجلل ، ثمّ قال :
« ما فاض دمعي
عند نازلة |
|
إلاّ جعلتك
للبكا سببا |
فإذا ذكرتك
سامحتك به |
|
مقل الجفون ففاض
وانسكبا |
إنّي أجلّ ثرى
حللت به |
|
من أن أرى بسواه
مكتئبا » (١) |
__________________
(١) ربيع الأبرار ٤ : ١٩٢.