شعرهم الحادثة ، وأثنوا على الإمام عليهالسلام على ما بذله من جهد شاقّ في فتح حصون بني النضير.
ولمّا فتح النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم حصون خيبر أتى وادي القرى ، وقد سكنه اليهود ، فعرض عليهم الإسلام فأبوا ... واختاروا قتاله ، فقاتلهم المسلمون ، وقتل منهم أحد عشر رجلا قد قتل الإمام بعضهم ، وفتح الله للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ديارهم ، وغنم المسلمون أموالهم ، وترك لهم ما في أيديهم من الأرض والنخيل ، وعاملهم بها مثل معاملته لأهل الخيبر (١).
وأرسل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الإمام عليهالسلام مع كتيبة عسكرية إلى اليمن يدعوهم إلى الإسلام أو الحرب ، وأخذ الإمام يجدّ في السير لا يلوي على شيء لينفّذ رسالة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وكان الإمام عليهالسلام قد دعا بهذا الدعاء الشريف حين توجّهه إلى اليمن ، وهذا نصّه :
« اللهمّ إنّي أتوجّه إليك بلا ثقة منّي بغيرك ، ولا رجاء يأوي بي إلاّ إليك ، ولا قوّة أتّكل عليها ، ولا حيلة ألجأ إليها إلاّ طلب فضلك ، والتّعرّض لرحمتك ، والسّكون إلى أحسن عادتك ، وأنت أعلم بما سبق لي في وجهي هذا ممّا أحبّ وأكره ، فأيّما أوقعت عليّ فيه قدرتك ، فمحمود فيه بلاؤك متّضح فيه قضاؤك ، وأنت تمحو ما
__________________
(١) إنسان العين ٣ : ٦٨ ـ ٦٩.