لسترك ، وأخف لوزرك ، فقد والله! نصحت لك إن قبلت نصيحتي وإلى الله ترجع الامور (١).
ولو أنّ القوم استجابوا لنصحه ، وسلّموا الأمر للإمام لما ابتلي المسلمون بالأزمات والكوارث.
ومن الناقمين على إقصاء الإمام عن الخلافة عتبة بن أبي لهب ، وقد عبّر عن شعوره بهذه الأبيات :
ما كنت أحسب أنّ
الأمر منصرف |
|
عن هاشم ثمّ
منهم عن أبي حسن |
عن أوّل الناس
إيمانا وسابقة |
|
واعلم الناس
بالقرآن والسّنن |
وآخر النّاس
عهدا بالنبيّ ومن |
|
جبريل عون له في
الغسل والكفن |
من فيه ما فيهم
لا يتمرون به |
|
وليس في القوم
ما فيه من الحسن (٢) |
وحكت هذه الأبيات عن أساه ولوعته عن عدم تقلّد الإمام للخلافة الذي هو أوّل الناس إيمانا برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأعلمهم بالكتاب والسنّة ، وآخرهم عهدا بالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنّ الصفات الكريمة المتوفّرة فيه لا توجد عند غيره ، فكيف أقصي هذا العملاق العظيم عن الخلافة.
أمّا أبو أيّوب الأنصاري فهو من ألمع أصحاب الإمام عليهالسلام ، وقد شهد معه مشاهده كلّها ، وقد آمن بحقّه ، وأنّه أولى بالخلافة من غيره (٣) ، وقد أنبرى للإنكار
__________________
(١) الاحتجاج ١ : ١٠١.
(٢) تاريخ أبي الفداء ١ : ١٥٩.
(٣) الكنى والألقاب ١ : ١٣.