من طعنني؟
غلام المغيرة ..
ألم أقل لكم لا تجلبوا لنا من العلوج أحدا فغلبتموني (١).
وأحضر له أهله طبيبا فقال له : أي الشراب أحبّ إليك؟
النبيذ ..
فسقوه منه ، فخرج من بعض طعناته ، فقال الناس : خرج صديدا ، ثمّ سقوه لبنا فخرج من بعض طعناته ، فيئس منه الطبيب ، وقال له : لا أرى أن تمسي (٢).
ولمّا أيقن عمر بدنو الأجل المحتوم أوصى ولده عبد الله ، وقال له : انظر ما عليّ من الدّين ، فنظروا فيه فإذا به مدين لبيت المال ستين ألفا لا نعلم أنّها من الدنانير أو من الدراهم.
وقال لولده بعد أن بيّن مقدار دينه : إنّ وفى به مال آل عمر فأدّه من أموالهم ، وإلاّ فسل فيّ بني عدي بن كعب ، فإن لم تف به أموالهم ، فسل فيّ قريش ، ولا تعدهم إلى غيرهم (٣) ..
ويواجه هذه الوصية عدّة من المؤاخذات ذكرناها بالتفصيل في الجزء الأوّل من كتابنا ( حياة الإمام الحسين عليهالسلام )
وطلب عبد الله من أبيه عمر أن ينصّ على أحد من المسلمين ويجعله خليفة
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ـ ابن أبي الحديد ١٢ : ١٨٧.
(٢) الاستيعاب المطبوع على هامش الاصابة ٢ : ٤٦١. الإمامة والسياسة ١ : ٢١.
(٣) شرح نهج البلاغة ـ ابن أبي الحديد ١٢ : ١٨٨.