سلني عمّا بدا لك.
أخبرني ما الذي شتّت شمل أمر المسلمين وملئهم وخالف بينهم؟
قتل الناس عثمان.
ما صنعت شيئا ...
مسير عليّ إليك وقتاله إيّاك ...
ما صنعت شيئا.
مسير طلحة والزبير وعائشة وقتال عليّ إيّاهم ...
ما صنعت شيئا ...
ما عندي غير هذا ...
أنا اخبرك ، إنّه لم يشتّت بين المسلمين ولا فرّق أهواءهم إلاّ الشورى التي جعلها عمر إلى ستّة نفر ، وذلك أنّ الله بعث محمّدا بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون ، فعمل بما أمره الله به ، ثمّ قبضه الله إليه ، وقدّم أبا بكر للصلاة فرضوه لأمر دنياهم إذ رضيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأمر دينهم ، فعمل بسنّة رسول الله وسار بسيرته حتى قبضه الله واستخلف عمر ، فعمل بمثل سيرته ، ثمّ جعلها شورى بين ستّة نفر ، فلم يكن رجل منهم إلاّ رجاها لنفسه ، ورجاها له قومه ، وتطلّعت إلى ذلك نفسه ، ولو أنّ عمر استخلف عليهم كما استخلف أبو بكر ما كان في ذلك خلاف (١).
إنّ عمر مهّد الطريق لعثمان واستخلفه على المسلمين بأسلوب بارع وسافر ، والشورى إنّما هي طريق لهذه الغاية ، ولكنّها أشاعت الأطماع والأهواء السياسية ، وألقت المسلمين في شرّ عظيم.
__________________
(١) العقد الفريد ٣ : ٧٣ ـ ٧٤.