في اللحاظ كيف يمكن ان يكونا تحت لحاظ واحد فان اللفظ مرآة المعنى فكيف يمكن ان يلاحظ المعنيين المستقلين واستعمال اللفظ الواحد فيهما في آن واحد.
وفيه ان للنفس ان ترى ماهيتين ثم توجدهما بوجود ذهني واحد فان الموجودات الخارجية كما صارت منورة بنور واحد هو الوجود المنبسط على الجميع ولا يضر كثرتها بوحدته كذلك الماهيات الذهنية توجد بوجود واحد ذهني وينبسط على الجميع فلا إشكال في لحاظ الماهيتين تحت لحاظ واحد من النّفس.
ان قلت (١) لا مقوم للوجود الذهني غير اللحاظ فانه إذا لاحظ هذا الشيء يوجد بوجود ذهني واللحاظان غير لحاظ واحد.
قلت الوجود واحد وكل ماهية حصة من ذلك الوجود فلا إشكال في استعمال اللفظ في الأكثر من معنى من هذه الجهة : (٢) الجهة الثانية في البحث عن ان القصور هل كان من جهة النّفس أو من جهة اللفظ أو من جهة السامع يظهر من كلمات المحقق الخراسانيّ (قده) انه يكون من جهة اللفظ وقال شيخنا العراقي (قده) بما حاصله يرجع إلى شرح كلام المحقق الخراسانيّ (قده) فان الحاصل منه هو ان اللفظ مرآة المعنى وفان فيه ولا يمكن ان يكون فنائه الا في مفني واحد إذا كان واحدا.
والجواب عنه هو ان مقوم اللفظ لا يكون لحاظ اللاحظ بل وجوده الخارجي شيء غير مربوط بلحاظه فان قالوا بأنه يلزم ان يكون الواحد اثنين نرى انه في الخارج
__________________
(١) أقول للنفس عنايات متعددة في ما تتصوره في زمان واحد وما تتصوره بالتدريج فالتعدد بالزمان أيضا لازم لكونه في هذا العالم زمانيا.
(٢) وفيه نظر فان وحدة الوجود لا يوجب وحدة اللحاظ ووحدة الماهية نعم للنفس لحاظ الماهيتين وانما الكلام في الكاشف الذي هو اللفظ فانه بوحدته لا يكون له الفناء فيهما الا مع القرينة كما مر ويظهر من مطاوي كلماته مد ظله أيضا.