وفي الدرس أيضا بجوابين فنقول مقدمة انه لا شبهة في ان الروايات وردت في عظمة القرآن وان اللفظ الواحد منه يكون بحيث يفهم كل أحد منه شيئا بقدر وسعه من المعرفة هذا أولا وثانيا ان استعمال ألفاظه الشريفة في المعاني يكون مثل استعمال ساير الألفاظ في معانيه عند العرب والحاصل طريقه طريق محاورة أهل الأدب من العرب لكن بوجه أنيق وكيفية دقيقة إذا عرفت ذلك فنقول اما جواب المحقق الخراسانيّ (قده) في الكفاية أولا بأنه يمكن ان يكون فهم بطون القرآن من القرائن الحافة بالكلام وكان يعرف القرآن من خوطب به فهو ساقط على ما بيناه لأنه ينافى عظمة القرآن فانه ان كان فهم ساير المعاني منه بالقرائن فلا يبقى فرق بينه وبين ساير الكلمات الصادرة من العرب على هذا النحو.
واما جوابه الثاني بان غير الواحد من المعاني تحت اللفظ يمكن ان يكون من باب اللوازم الخارجية للمعنى فيفهمه أحد ولا يفهمه الآخر فهو أيضا ساقط لأن اللازم من ذلك هو ان يكون الألفاظ علامات للمعاني لا فانيا فيها وفرضنا في المقدمة ان دأب القرآن هو دأب العرب في الاستعمال وهو يكون بنحو الفناء لا العلامية هذا تمام الجواب في الكفاية اما جوابه في الدرس فهو ان الألفاظ موضوع لحقيقة المعاني ويستعمل في المفهوم وربما يكون لهذا المفهوم مصاديق كثيرة مثل لفظ الميزان فانه يكون له مصاديق كثيرة مثل ما يوزن به الأثقال وما يوزن به الأعمال كما يقال ان عليا عليه الصلاة والسلام ميزان الأعمال وهكذا فاستعمال لفظ واحد في القرآن يكون بهذا النحو فانه ربما يمكن ان ينطبق على جميع المصاديق والجواب عنه انه لا جامع بين المصاديق المتعددة حتى يستعمل اللفظ فيه وكيف يمكن ان يكون مفهوم واحد معبر لحاظات متعددة فان الجامع يكون عنوانيا مثل أكرم من في الصحن لا حقيقيا اللهم إلّا ان يقال كما مر ان اللحاظ لا يكون بالنسبة إلى كل واحد استقلاليا بل صرف أخذ الجامع بين الافراد ولو عنوانيا يكفى لصيرورته معبرا لجميع المصاديق.