أو بالاعتبار فذهب القدماء بان التمايز تارة بالموضوع مثل علم الطلب الذي موضوعه بدن الإنسان وعلم الحساب الذي موضوعه العدد فان البحث في كل غير البحث في الآخر وتارة بالموضوع ولكن مع ضم الحيثيات مثل الكلمة والكلام التي تكون موضوع علم النحو من حيث الإعراب والبناء وموضوع علم الصرف من حيث الصحة والاعتلال وموضوع علم البيان من حيث الصحة في المقال ثم الحيثية تارة يضم بما هو أعم وتارة بالمساوي مثال المساوي ما مر واما إذا كان أعم مثل الجسم الّذي يكون موضوع علم الطبيعي من حيث التغيير والتغير وموضوع علم الطب الإنسان من حيث الصحة والسقم مع كون الإنسان جسما ولكن أخص من مطلق الجسم.
وقد ذهب الآخوند (قده) بان وحدة العلم بوحدة الغرض فان الذي قد جمع بين متشتتات المسائل هو الغرض الذي لأجله دون هذا العلم فلذا قد يتداخل بعض العلوم في بعض المسائل مما له دخل في مهمين ولأجل كل منهما دوّن علم على حدة فيصير من مسائل العلمين.
ثم قال (قده) لا يقال فعلى هذا يمكن تداخل علمين في تمام مسائلهما فيما كان
__________________
ـ ما هو فيقال الدخل في الاستنباط فكل شيء يعطى هذا المعنى يكون هو علم الأصول والقول بان وحدة الغرض اعتبارية غير ظاهر الوجه لأن له وحدة حقيقية مثل وحدة الإنسان بالنسبة إلى افراده وهي وجوده في الذهن ويكون علة فاعلية لفاعلية الفاعل ويوجد مصاديقه في الخارج فهو امر جوهري ينتهى إليه امر الافراد ولا يكون عنوان انتزاعي مثل أكرم من في الصحن والحاصل الغرض مثل الدخل في الاستنباط هو المعنى الواحد البسيط الذي لا جزء له وما في الخارج مصاديقه مثل مصاديق الإنسان فهو لا تركيب فيه فعلى هذا ما يكون مدار البحث هو الأمر الواحد البسيط وان كان في الخارج قائما بالموضوع فقولهم ما بالغرض ينتهى إلى ما بالذات وان كان صحيحا في محله وفي المقام ولكن الغرض من الأشياء التي يكون في الذهن والبحث يكون حول المفهومات فهو امر واحد حقيقي وكل ما في الخارج يكون من محققاته هذا ما عندي من البيان إلى الآن والله العالم.