أداة التمني والترجي وكذلك الاستفهام فانه من الإنشائيات وربما يكون المستفهم جاهلا فيستفهم بأداته وربما يكون عالما ويكون إظهاره لغرض آخر فيستفهم ليرى السامع انه لا يعلم ما استفهمه امتحانا له أو لغرض آخر وهكذا غيره من الإنشائيات.
والحاصل ربما يكون صورة امر وتمنّ وترج وغيره وربما يكون واقعه فيجيء ـ البحث في ان الموضوع له هو ما له الواقع أو يكون بإزاء الأعم منه فان المحقق الخراسانيّ (قده) له كلام يقوله في كل مقام يناسبه وهو ان هذه الألفاظ وضعت لإنشاء الطلب و ـ التمني وغيره سواء كان في النّفس شيء أو لم يكن فإذا تعلق إرادة بإنشاء هذا المعنى لغرض من الأغراض ولو لم تكن بالنسبة إلى الواقع تكفي للاستعمال حقيقة ولم يكن ـ الاستعمال مجازيا مطلقا حتى ان الله تبارك وتعالى إذا إنشاء الاستفهام والتمني وغيره يكون في حقه حقيقة لأنه تعالى لا يلزم ان يكون جاهلا فيستفهم بل يستعمل اللفظ الموضوع لذلك في معناه لغرض كما يقول لموسى عليهالسلام لفتح باب الكلام (وما تلك بيمينك يا موسى) وقال الحائري (قده) ان المصلحة تارة تكون في الشيء نفسه وتارة في إنشائه فهي لازمة لكن على الوجه الأعم من ذات هذه الأشياء أو متعلقها.
ولكن التحقيق خلاف ذلك فانه قد مر منا في مباحث المعاني الحرفية انها إخطارية لا إيجادية كما يفهم من عبارة المحقق الخراسانيّ (قده) حيث يعبر بأنه يوجد التمني وغيره بالألفاظ والربط بين الموضوع والمحمول ربما يكون بعثيا وربما يكون تمنويا وأخرى ترجويا فان هذه الروابط معان حرفية يدل عليها هيئة الكلام فإذا قيل صل يدل على ربط شيء وبضميمة الأصل العقلائي من تطابق الإرادة الاستعمالية للإرادة الجدية يكشف ان الإنشاء مطابق للإرادة فلا يكون معنى صل أطلب منك الصلاة ولا يكون حكاية عن الخارج أيضا لأنه ربما لا يكون له خارج فان البحث لا يكون في الخارج بل يكون اللفظ فانيا في المفهوم أولا ثم منه إلى المصداق لو كان له المصداق في الخارج.