اجزاء وهكذا يتسلسل (١) ولا نجد الكل فلا وجه للقول بان الكل غير الاجزاء وغاية ما يمكن ان يقال في المركبات الاعتبارية هي إضافية قيد الانضمام بحيث لا يكون المركب الا الاجزاء منضما لا شيئا آخر وقد أشكل صاحب الحاشية على المعالم الشيخ محمد تقي (قده) بان الجزء حيث يكون مما يكون التقيد والقيد فيه داخلين في المركب لا يمكن ان يكون مقدمة للكل لأنه ليس شيء ورائه والبحث في وجوب المقدمة هو انه هل يترشح وجوب من ذي المقدمة عليها أم لا والشيء الواحد كيف يكون متقدما ومتأخرا فان مقتضى المقدمية هو التقدم ومقتضى ذيها التأخر فوجوب المقدمة يتوقف على وجوب ذيها ووجوب ذيها حيث لا يكون غيرها يتوقف على وجوبها وهذا دور وهذا هو الإشكال في المقام وإلّا لا إشكال من جهة اجتماع الوجوبين على شيء واحد فانه يمكن ان يكون شيء واحد واجبا بوجوب نفسي وهذا الشيء يكون مقدمة لغيره أيضا فيكون غيريا أيضا ويتأكد الوجوبان وهذا بخلاف الشرط لأن التقيد فيه يكون داخلا والقيد يكون خارجا فيمكن ان يقال بملازمة وجوبه لوجوب المشروط (٢) وقد تفصى عن هذا الإشكال الشيخ الأنصاري (قده) بما حاصله ان الاجزاء فيها اعتبار ان
__________________
(١) أقول الجزء الّذي يكون على الفرض هو الانضمام طبيعته آبية عن عدم الانضمام حتى يقال الانضمام اما ان يكون منضما أم لا حتى يفرض في المقام أيضا مع شرط الانضمام فينقل الكلام في ذلك حتى يتسلسل بل يكون الانضمام وجوده مثل الأبوة التي في عالم المفهومية لا تحقق لها الا بالأب والابن في الخارج أي لا يكون الانضمام في الخارج الا نفس اجتماع الاجزاء فانيا فيها منتزعا عنها فليس له استقلال في الوجود حتى يحسب جزء فيقال انه بانضمامه إلى ساير الاجزاء بصير الكل شيئا آخر ويلزم التسلسل وهذا غير خفي فتدبر وهذا هو معنى الاجزاء بشرط الإتمام فمن قال بان المركب هو الاجزاء بشرط شيء والجزء بشرط لا فكلامه صحيح.
(٢) فارجع إلى أجود التقريرات للعلامة الخوئي مد ظله لبحث شيخه النائيني «قده» فان الإشكال والجواب فيه وجواب العلامة النائيني عن الشيخ أيضا مفصل ولم يبينه الأستاذ مد ظله بهذا التفصيل.