قلت قد أجيب عنه كما عن بعض الأعيان (١) بان الفرق بينهما هو ان الشوق يكون في المعلق دون الإرادة واما في المطلق فقد حصلت الإرادة لوقوع العمل بجميع أنحاء وجوده وفيه ان الشوق لو صار موجبا لحكم العقل بوجوب الامتثال لا فرق بينه وبين الإرادة فانها أيضا تكون موجبة لحكم العقل بوجوب الامتثال ثم انه كيف (٢) يصير الشوق إلى ذي المقدمة موجبا للإرادة على المقدمة لو كانت غيره فان المؤثر يجب ان يكون له الأثر الّذي يترشح منه بنحو أكمل حتى يؤثر في المؤثر بالفتح.
فالصحيح ان يقال ان البعث يكون لإحداث الداعي في المكلف نحو العمل وهو تدريجي فانه في الواجب المطلق أيضا يأتي الفاعل ببعض الاجزاء مقدما على بعض مثل اجزاء الصلاة ولا يمكن الإشكال بأنه لو كان تحريك للأمر بها يجب ان يؤتى بميم السلام عليكم في أول آنات التكليف فالبعث يكون لازمه الانبعاث لكن تدريجا لا دفعا.
وقد أشكل ثانيا أيضا كما في الكفاية بان البعث يجب ان يكون إلى عمل مقدور والمكلف في ظرف التكليف لا يكون له القدرة ضرورة ان الموسم لا يكون إيجاده بيد المكلف ومن الواضح ان القدرة شرط من الشروط العامة للتكليف وأجاب بان الشرط انما هو القدرة في زمانه لا في زمان الإيجاب والتكليف غاية الأمر يكون
__________________
(١) أقول يمكن ان يكون مراد هذا البعض هو ان لنا إرادة إنشائية وهي المعبرة عنها بالشوق وإرادة فعلية وهي المعبرة عنها بالشوق المؤكد وبينهما فرق واضح فان الشوق المؤكد هو الّذي يكون بعده حركة العضلات ان كان الفعل فعل النّفس أو يكون بعده الطلب ان كان الفعل فعل الغير مثل العبد بالنسبة إلى المولى في صورة جمع الشرائط غير ما كان له مانع ولو من الخارج وكلام هذا البعض (قده) في نهاية الدراية ص ٣٠٣ فإن شئت فارجع إليه.
(٢) أقول يمكن ان يقول للنفس عرض عريض يكون حبها بالنسبة إلى ذي المقدمة إنشائيا وبالنسبة إلى المقدمة فعليا.