ثم ببركة الهيئة الكلامية يرفع الإبهام مثلا لفظ في موضوع لمعنى رابط بين موضوع ما لذات ما على نحو الربط الذهني وفي جملة زيد في الدار يرفع إبهامه ولفظ من وضع لربط تجاوزي بين شخص وذات ما ، وعند التطبيق بقوله سرت من البصرة إلى الكوفة يرفع الإبهام.
ثم ان استعمال الحروف تارة يكون على نحو الفرد الشخصي الخارجي كالأمثال المتقدمة وأخرى يكون على نحو الاستعمال في الطبيعي مثل سر من البصرة إلى الكوفة وفيه وان كان يرفع ، الإبهام ولكن فيه جهة اشتراك باقية بعد رفعه.
ثم المسلك الثالث في المعنى الحرفي هو مسلك شيخنا الأستاذ النائيني (قده) وهو ان الحروف يكون من المعاني الإيجادية فمن تصور زيدا والقيام يوجد الرابط في الذهن بينهما ولا يكون نحو وضع الحروف على المعاني نحو وضع الأسماء وان كان الوضع فيه عاما كالموضوع له كما في الأسماء بل نحو وضعه بعد كونه مصداق الربط هو ان يتصور الطرفان الموضوع والمعمول ثم يلقى جهة الخصوصية مثلا يتصور زيد والقيام والربط بينهما يحصل ثم بالذهن فوق الذهن يلقى خصوصية الطرفين أو يتصور الدار وزيد ثم كون زيد في الدار فيوضع لهذا المعنى لفظة في بالوضع العام بدون لحاظ خصوصية الدار وزيد ولذا ترى ان زيدا ودارا لا يكونان داخلين في المعنى الظرفي فيجعل اللفظ للعموم.
والحاصل وزانه وزان الاعراض فكما ان البياض يكون له الاستقلال في صقع الذهن والحمل يكون في الخارج كذلك المعنى الحرفي.
ان قلت بعد إخراج التقيد أيضا بواسطة الدقة العقلية فما ذا يبقى لهذا المعنى بعد عدم كون القيد ولا التقيد داخلا بعد كونه رابطا لا استقلال له واقعا.
قلت في مقام تقرره الماهوي باق على معناه فله التشخص من جهة والكلية الطبيعية من جهة أخرى وهي جهة عدم لحاظ الخصوصية هذا حاصل كلام شيخنا الأستاذ (قده) في وضع الحروف على معانيه.