كتبه الماضون ولا يعلمون أن الناس يحتاجون إلى عين جارية يروى كل عطشان وما كتب يكون أقل قليل من ما يحتاج إليه بل أكثر الفروع لا تعرض له في الكلمات ولا يحصل هذا الا بالتدبر والتفكر والكتابة كما كان سيرة السلف ليحصل الوصول إلى مبدأ النور بحسب الوسع حتى انى كنت متفكرا مدة مديدة وفي شك ان ما أكتب من الفقه والأصول وأحرره هل كان الاحتياج إليه بهذا النحو وهل يكون فيه رضا صاحب الزمان عليهالسلام خصوصا طبع الأصول والفقه ولكن كنت في صدد نظم المطالب والفكر فيه حسب امر الأستاذ مد ظله وتشويقه ثم في مقام الطبع أيضا كنت متأملا ولكن بعد مراجعته وطرح ما كان في ذهني فهمت أن ترويج العلم لا يكون إلّا بهذا النحو وبالقول المعروف كم ترك الأول للآخر وبعد الاستخارة بكتاب الله تعالى صار العزم شديدا ولذا صرت في صدد طبع ما حررته من الأصول في الدورة الثانية لبحث شيخي الأستاذ مد ظله مع ما بلغ إليه النّظر بحسب المجال وما يقتضيه التقرير والتذييل واسأل الله ان يوفقني وجميع الطلاب لما هو الحق الحقيق فإن من أنظم الاجتماعات اجتماع كان فقيههم يعنى من يبين حكم أفعالهم اقرب إلى الواقع وأقل من الخطاء الفقه الذي يكون في صدد بيان أحكامهم العبادية والاقتصادية والسياسية الفقه الّذي يكون نسبة الأحكام الأولية كوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر موافقة للأحكام الثانوية مثل رفع ما اضطروا إليه.
وحق ان يقال أيها الفقيه الذي تريد ان تكون يوما آمرا وناهيا لكرة الأرض بل لسائر الكرات السماوية لو بلغت إليه وكان فيه إنسان مكلف ليس أمرك ونهيك كأمرك ونهيك لولدك وعيالك فان مفاسد الخطاء فيه كثير والمسئولية شديدة فانظر إلى دقتك في أصول هذا الفقه واتخاذ المبنى والبناء عليه ولا تغفل عن ساير آيات القرآن في غير الأحكام أيضا وان كنت ممن لا تستطيع الجمع فأرجع سؤال السائل في كل علم إلى أهله ولا تجعل نفسك حيرى في هذا وذاك فان الجنون فنون والفنون جنون وعلينا أن نطلب الأجر من الله تعالى في كل ما كنا أهلا له في خدمة العلم