خالفت الإرادة الجدية لا فرق بين استعمال اللفظ في المعنى الحقيقي أو المجازي بالقرينة ان قلت انك لا محالة مبتلى بالقول بالانفكاك بين الإرادتين على مسلك التحقيق لا القدماء فان العام كثيرا ما يستعمل ويراد به الخاصّ مع انه لا يقال بان استعماله يكون مجازا مع كونه على ما ذكر مجازا فلا يكون البحث عن ذلك لغوا.
قلت فرق بين استعمال العام في الخاصّ وساير المجازات فان الخاصّ يكون فرد من افراد العام والرّجل الشجاع لا يكون من أفراد الأسد وتظهر ثمرة القول بان العام يستعمل في العموم حقيقة في صورة كون المخصص منفصلا فعلى فرض الشك (١) في زيادة التخصيص نرجع إلى أصالة العموم بخلاف صورة عدم القول بأنه حقيقة في العموم وفي المخصص المنفصل يكون الفرد عين العام وثالثا لا يجيء ما ذكره (قده) في ما كان بين المشبه والمشبه به تضادا مثل استعمال السواد (٢) مكان البياض هذا حاصل ما استفدنا (٣) من كلام السكاكي والشيخ محمد رضا الأصفهاني وما ذكرنا من الإيراد عليه.
والمشهور في المقام هو ان المجاز استعمال اللفظ في غير ما وضع له بالقرينة ولا يكون استعماله فيما وضع له.
__________________
(١) لا فرق في انفصال المخصص واتصاله بعد ما كان الموضوع له للعام للجميع فإذا خصص لا يكون استعماله فيما وضع له فان المعنى العام لا يكون هذا الفرد وذاك بل مجموع ما يتصور من الافراد يجيء في الذهن عن إطلاقه وعلى أي حال الخاص قرينة في كلا المقامين.
(٢) بر عكس نهند نام زنگى كافور
(٣) ولكن عند التحقيق يرجع كلام العلمين المذكورين إلى شيء واحد فان الادعاء لا محالة يجب ان يلاحظ في الاستعمال فان قال أحد شمس تظلني عن الشمس لا يمكن ان يراد بالشمس الأولى الكرة التي في السماء فيستعمل اللفظ فيها واما ادعاء ذلك فله وجه واللطافة يكون فيما ذكره العلمان وإشكال الأستاذ عليهما لا نفهمه فلعله شيء فوق أذهاننا.