والعزم : ثبات الرأي على الأمر (١) ، نحو إجماع الرأي (٢) ، والتوكل على الله الثقة به والوقوف حيثما وقف (٣) ، وبين أدنى منزلة له نحو ما قاله للأعرابي «اعقله وتوكل» (٤) وبين غايته التي هي كحال إبراهيم عليهالسلام بون بعيد ، ونبّه بقوله : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ) على نعمته على النبي صلىاللهعليهوسلم أولا وعلى أمّته ثانيا ، كقوله : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ)(٥) الآية ، وقوله : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ)(٦) وأمره بالعفو عن تقصيرهم فيما يلزمهم له ، وأن يستغفر لهم من ذلك ، كقوله :
__________________
(١) انظر : تهذيب اللغة (٢ / ١٥٢).
(٢) أي العزيمة على الأمر. انظر : تهذيب اللغة (١ / ٣٩٦).
(٣) قال الأزهري : «المتوكل على الله الذي يعلم أن الله كافل رزقه وأمره ، فاطمأن قلبه على ذلك ، ولم يتوكل على غيره». انظر : تهذيب اللغة (١٠ / ٣٧١).
(٤) رواه ابن حبان في صحيحه ، كتاب الرقاق ، باب ذكر الأخبار بأن المرء يجب عليه مع توكل القلب والاحتراز بالأعضاء. (٢ / ١٥٠) رقم (٧٣١). ورواه القضاعي في «مسند الشهاب» رقم (٦٣٣) ، والحاكم في المستدرك (٣ / ٦٢٣). وقال الذهبي : سنده جيد. وقال العراقي : سنده جيد. انظر : هامش إحياء علوم الدين للغزالي بتخريج الحافظ العراقي (٤ / ٢٧٩).
(٥) سورة التوبة ، الآية : ١٢٨.
(٦) سورة الأنبياء ، الآية : ١٠٧.