عِنْدَ رَبِّهِمْ)(١) الآية.
روي عن ابن عباس والحسن أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في / أجواف طير خضر ترد أنهار الجنّة ، وتأكل من أثمارها ، وتأوي إلى قناديل معلّقة في ظلّ العرش ، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا : من يبلّغ إخواننا عنّا : أنّا أحياء في الجنّة ، نرزق ، كي لا ينكلوا (٢) عن الحرب؟ فقال تعالى : أنا أبلّغهم عنكم ، فأنزل هذه الآية» (٣) ، فدل ذلك أن الأرواح أحياء تثاب وتعاقب قبل أن تعاد إلى الأجسام يوم القيامة ، وعلى هذا قال في صفة آل فرعون : (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا)(٤) ، ودلّ عطف قوله : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ١٦٩. ونصّها : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).
(٢) ينكلوا : يجبنوا ويتأخروا. انظر : المصباح المنير ص (٢٣٩).
(٣) حديث ابن عباس رواه الطبري في جامع البيان (٧ / ٣٨٥) ، وابن المنذر في تفسيره (ق ٨٧ / ٢) ، وأبو داود في كتاب الجهاد ، باب «فضل الشهادة» رقم (٢٥٢٠). والإمام أحمد في المسند (١ / ٢٦٦) ، والحاكم في المستدرك (٢ / ٨٨) وقال : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي ، والبيهقي في الدلائل (٣ / ٣٠٤). وذكره المنذري في «الترغيب والترهيب» (٢ / ٣٢٣) وذكر تصحيح الحاكم لإسناده. وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢ / ١٦٨) وعزاه إلى ما تقدم وزاد : هنادا وعبد بن حميد ، وأما حديث الحسن فلم أجده في شيء من الكتب الستة بهذا اللفظ.
(٤) سورة غافر ، الآية : ٤٦.