الإملاء إطالة المدة (١) ، ومنه (وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا)(٢) ، وتملّيت حبيبا (٣) ، وإملاء الكتاب على أحد القولين (٤) ، والملوان (٥) وإذا قرئ بالياء فسهل ، وإذا قرئ بالتاء فصعب (٦) ، فالذين كفروا هو المفعول الأول ، ولا يصح أن يجعل (أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ) المفعول الثاني ، لأن هذه الأفعال تدخل على مبتدأ وخبر ، ويجب أن يكون المفعول الثاني هو الأول في المعنى ، و (أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ) ليس في المعنى (الَّذِينَ كَفَرُوا ،) ولا يصح أن يجعل بدلا كما جعل في
__________________
(١) قال الطبري : «ويعني ب (الإملاء) : الإطالة في العمر ، والإنساء في الأجل». جامع البيان (٧ / ٤٢١).
(٢) سورة مريم ، الآية : ٤٦. قال الجوهري : أي طويلا. الصحاح (٢٤٩٧).
(٣) أي تمتعت به زمانا طويلا. انظر : مجاز القرآن (١ / ٨) ، ومعجم مقاييس اللغة ص (٩٩٤). وتهذيب اللغة (١٥ / ٤٠٥).
(٤) وقيل : أصل إملاء الكتاب من الإملال فقلبت اللام الثانية تخفيفا كما قال في المفردات ص (٧٧٧).
(٥) الملوان : طرفا الليل والنهار. انظر : معجم مقاييس اللغة ص (٩٩٤) ، والقاموس ص (١٧٢١). وانظر : المفردات ص (٧٧٦ ، ٧٧٧) ، ولسان العرب (١٥ / ٢٩٠ ـ ٢٩٢) ، والبحر المحيط (٣ / ١٢٧).
(٦) قرأ حمزة : (ولا تحسبنّ الذين كفروا) بالتاء خطاب للنبي صلىاللهعليهوسلم. وقرأ الباقون (ولا تحسبن الذين كفروا) بالياء إخبار عن الذين كفروا. انظر : حجة القراءات ص (١٨٢) ، ومعاني القراءات ص (١١٣ ، ١١٤) ، وغاية الاختصار (٢ / ٤٥٦) ، والنشر (٢ / ٢٤٤).