القطع (١) ، والحزم بجمع الرأي أشبه ، إذ هو من حزمت الحطب والقصب ، أي جمعت (٢) ، ولذلك [قيل](٣) : أحزم لو أعزم (٤) ، وأمّا الأمور التي عناها فيجوز أنها الثواب الذي جعل للصابرين والصالحين والمتقين ، وما أشبه ذلك ، ويجوز أن تكون الأمور إشارة إلى ما تقدم (٥) ، ونبّه أنّ بالصبر والتقوى يتوصّل إليه.
__________________
(١) ومنه : «ليعزم المسألة» أي يجد فيها ويقطعها. انظر : النهاية (٣ / ٢٣٢).
(٢) قال النقاش : «العزم والحزم بمعنى واحد ، الحاء مبدلة من العين. قال ابن عطية : وهذا خطأ ، والحزم جودة النظر في الأمر ، وتنقيحه. والحذر من الخطأ فيه ، والعزم : قصد الإمضاء ...». انظر : المحرر الوجيز (٣ / ٣١٣) ، والبحر المحيط (٣ / ١٤٢).
(٣) ليست في الأصل والسياق يقتضيها.
(٤) هذا الكلام مثل ومعناه : «إن عزمت الرأي وأمضيته فأنا حازم ، وإن تركت الصواب وأنا أراه وضيعت العزم لم ينفعني حزمي». انظر : مجمع الأمثال (٢ / ١٠٤) ، المستقصى (٢ / ١٨٩) ، ومجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي ص (١٠١).
(٥) لم أجد أحدا من المفسرين ذكر أن الأمور في الآية هي الثواب ، بل قالوا : (مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) أي الأمور التي ينبغي أن يعزمها كل أحد ، لما فيه من كمال المزية والشرف والعز ، أو مما عزمه الله تعالى وأوجبه على عباده. فعزم الأمور هو صواب التدبير الذي لا شك في ظهور الرشد فيه ، فكل أمر كان حميد العاقبة ، معروفا بالرشد والصواب فهو من عزم الأمور.
انظر : جامع البيان (٧ / ٤٥٥) ، والتفسير الكبير (٩ / ١٠٥) ، وتفسير غرائب القرآن (٢ / ٣٢٣ ، ٣٢٤) ، وروح المعاني (٤ / ١٤٨).