قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ)(١) الآية.
النبذ : طرح الشيء لقلّة الاعتداد به (٢) ، وقولهم : جعلت كذا خلف ظهري أي أهملته (٣) ، وقيل : تقدير الآية على ما يقرب من فهم العامة ، وإذ نبذ أهل الكتاب وراء ظهورهم ما أخذ الله عليهم من الميثاق من تبيين ما / أوتوه من الكتاب للناس ، واشتروا به ثمنا قليلا (٤) ، وقد تقدّم الكلام في أخذ الميثاق عليهم ، وكيفية ذلك (٥)
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ١٨٧. ونصها : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ).
(٢) قال ابن فارس : «نبذت الشيء أنبذه ، إذا ألقيته من يدك ...» مجمل اللغة ص (٦٨٤) ، وانظر : معاني القرآن للزجاج (١ / ٤٩٧) ، والفروق ص (٣٢٩) ، والمفردات ص (٧٨٨).
(٣) ومنه المثل : «لم أجعلها بظهر» قال الميداني : «الهاء كناية عن الحاجة يضربه المعني بحاجتك. ويقول : لم أجعل حاجتك وراء ظهري ، ولم أعقل عنها بل جعلتها نصب عيني». انظر : مجمع الأمثال (٢ / ١٨٩) ، والمستقصى (٢ / ٢٥٣). وقال ابن عطية : (وَراءَ ظُهُورِهِمْ) استعارة لما يبالغ في اطّراحه ، ومنه : (وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا) [هود : ٩٢]» المحرر الوجيز (٣ / ٣١٤). وانظر : الجامع لأحكام القرآن (٤ / ٣٠٥) ، وتفسير غرائب القرآن (٢ / ٣٢٥).
(٤) انظر : الجامع لأحكام القرآن (٧ / ٤٥٨ ، ٤٥٩).
(٥) انظر : تفسير الراغب للآية (٩٣) من سورة البقرة (ق ٧٧ ـ مخطوط).