وفي معاني الثمن القليل (١).
قوله تعالى : (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا ...)(٢) الآية.
المفازة من العذاب : هي المنجاة في قول الشاعر :
تحل بمنجاة من اللوم بيتها (٣) |
|
.................... |
والكلام في تكرير (لا تَحْسَبَنَّ) ، ودخول الفاء في الأخير
__________________
(١) انظر : تفسير الراغب للآية (٧٩) من سورة البقرة (ق ٦٩ ـ مخطوط).
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ١٨٨. ونصّها : (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ). وتطلق أيضا على المهلكة تفاؤلا. انظر : معاني القرآن للنحاس (١ / ٥٢٣) ، والأضداد ص (١٠٤). وانظر في معنى الآية : جامع البيان (٧ / ٤٧٢) ، وبحر العلوم (١ / ٣٢٣) ، والوسيط (١ / ٥٣٢) ، والمحرر الوجيز (٣ / ٣١٧) ، والبحر المحيط (٣ / ١٤٤). وقال الفراء والزجاج : (بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ) أي ببعيد. قال أبو حيان : لأن الفوز معناه التباعد من المكروه. انظر : معاني القرآن للفراء (١ / ٢٥٠) ، والزجاج (١ / ٤٩٧) ، والبحر المحيط (٣ / ١٤٤).
(٣) هذا صدر بيت من بحر الطويل للشنفري في وصف امرأة يريد أنها لا تذم لإيثارها الناس على نفسها. والمنجاة من النجو أي الارتفاع. وتمامه :
تحل بمنجاة من اللوم بيتها |
|
إذا ما بيوت بالمذمة حلّت |
انظر : شرح اختيارات المفضل (١ / ٥١٧) ، والإيضاح في علوم البلاغة ص (٣٣٨) ، ودلائل الإعجاز ص (٣١٠) ، والمفضليات ص (١٠٨).