واستكثر عمله ، وسرّ بمدحه بما لم يفعله (١).
إن قيل : فكيف قال عليهالسلام : «من سرّته حسنته وساءته سيّئته فهو مؤمن» (٢)؟ قيل : السرور بذلك محمود ، والفرح به مذموم ، وقد تقدّم الفرق بينهما (٣) ، وبين بقوله : (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)(٤) مع أنّهم لا ينجون ، فإنهم يعذّبون عذابا أليما.
قوله تعالى : (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ
__________________
(١) ذكره ابن الجوزي في تلبيس إبليس ص (٤٠) بلفظ : «إذا أعجبته نفسه ، واستكثر عمله ، ونسى ذنوبه».
(٢) رواه الحاكم في المستدرك (١ / ١٤) من حديث أبي أمامة. وقال : هذه الأحاديث صحيحة على شرط الشيخين ، ولم يعقّب عليه الذهبي. ورواه الترمذي رقم (٢١٦٥) كتاب الفتن ، باب ما جاء في لزوم الجماعة ، والحاكم (١ / ١١٤) ، وابن أبي عاصم في السنة ، رقم (٨٨) ، والخطيب في الفقيه والمتفقه رقم (٤٣٠) ، وأحمد (١ / ١٨) نحوه ، والنسائي في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ كما في التحفة (٨ / ٦٢) ، والبيهقي في الكبرى (٧ / ٩١) ، والقضاعي في مسند الشهاب (١ / ٢٤٩) رقم (٤٠٣) ، والبزار كما في البحر الزخّار رقم (١٦٦) ، وابن حبان رقم (٧٢٥٤) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وقال الترمذي : حسن صحيح غريب. وقال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي.
(٣) قال أبو هلال : السرور لا يكون إلا بما هو نفع أو لذة على الحقيقة ، وقد يكون الفرح بما ليس بنفع ولا لذة ...». انظر : الفروق ص (٢٩١).
(٤) سورة آل عمران ، الآية : ١٨٨.