والأخلاق الكريهة ، وقاتل نفسه حتى قهرها (١) ، والظاهر من قوله : (لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ)(٢) أن ذلك حكم الآخرة ، وعليه أهل الأثر (٣) ، وقال بعض الصوفية : عنى بتكفير سيئاتهم إزالة درنهم عنهم في الدنيا ، قال : وهذا المعنى هو المراد بقوله : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(٤) ، وإدخالهم الجنّات التي تجري من تحتها الأنهار التمكين من زهرات العلوم والاطلاع على كثير من الغيوب ، التي وصفها حارثة (٥) في حقيقة الإيمان ، حيث قال : وكأنّي بعرش ربي بارزا (٦) ، وقال : والأنهار هي أنهار الماء
__________________
(١) هذا من إشارات الصوفية. انظر : لطائف الإشارات (١ / ٣١٩).
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ١٩٥.
(٣) انظر : جامع البيان (٧ / ٤٩٠) ، وبحر العلوم (١ / ٣٢٥) ، والجامع لأحكام القرآن (٣ / ٣١٩) ، والبحر المحيط (٣ / ١٥٢).
(٤) سورة الأحزاب ، الآية : ٣٣.
(٥) حارثة بن النعمان بن نفع بن زيد بن عبيد بن مالك بن النجار الخزرجي الأنصاري أبو عبد الله ، شهد بدرا والمشاهد كلها ، اشتهر بديانته وبرّه بأمه ، توفي في خلافة معاوية. انظر : سير أعلام النبلاء (٢ / ٣٧٨) ، والإصابة (١ / ٧٠٧).
(٦) أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب الإيمان ص (٤٣) رقم (١١٥) وهو معضل ، فإنه من رواية زبيد عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، وزبيد من الطبقة السادسة