كقوله : (لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ)(١).
قوله تعالى : (لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ ...)(٢) الآية.
ذكره تعالى ل (لكِنِ) لكون حكم ما بعده منافيا لما قبله (٣) ، وقد ذكر في قوله : (لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) الوجهان اللذان ذكرا في قوله : (وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ)(٤). وقيل : عنى به أنهم من طيب عيشهم في القناعة ، ورفضهم فضولات الدنيا في جنّات صفتها كذلك ، وذلك على التشبيه (٥) ، وإياه قصد بقوله : (فَلَنُحْيِيَنَّهُ
__________________
(١) سورة الأعراف ، الآية : ٤١.
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ١٩٨. ونصّها : (لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللهِ وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ).
(٣) انظر : الدر المصون (٣ / ٥٤٥).
(٤) سورة آل عمران ، الآية : ١٩٥. وانظر : الوجهين المذكورين ص (٤٨١ ، ٤٨٢).
(٥) يريد أن الآية في المعيشة الدنيوية ، شبهها في طيبها وصفائها بالجنات التي تجري من تحتها الأنهار. وهذا التفسير لم أجد أحدا قال به ، والمفسرون على أن ما ذكر في الآية من الجنات التي تجري من تحتها الأنهار إنما هو في الآخرة ، لأنه قال : خالدين فيها ، ولا خلود في الدنيا. انظر : جامع البيان (٧ / ٤٩٤) ، وبحر العلوم (١ / ٣٢٥) ،