كبنيان يشدّ بعضه بعضا ، وأمّا خفض قوله : (وَالْأَرْحامَ) فقد قيل : فيه ضعف من حيث الإعراب ، ومن حيث المعنى ؛ أمّا من حيث الإعراب فلأن ضمير المجرور لمّا كان على حرف واحد قائم مقام التنوين ، والتنوين لا يصحّ أن يعطف عليه ، كذلك الضمير المجرور ، وأيضا فلأنّ كلّ ما يعطف عليه يصحّ أن يعطف هو ، ولمّا كان ضمير المجرور لم يصحّ أن يعطف عليه ، وبيان ذلك أنّ للمرفوع والمنصوب ضميرا منفصلا ، نحو : هو وهما وإيّا. فيصحّ أن يقال : / رأيتك وزيدا ، أو رأيت زيدا وإياك ، وأتيتني وزيد ، وأتاني زيد وأنت ، ولم يكن للمجرور ضمير منفصل يقع موقع المتصل فيعطف به ، فلم يجز لذلك أن يعطف عليه أيضا (١).
__________________
(١) انظر تضعيف خفض (الأرحام) في : معاني القرآن للفراء (١ / ٢٥٢) ، وإعراب القرآن للنحاس (١ / ٤٣١ ، ٤٣٢) ، وحجة القراءات ص (١٨٨ ، ١٨٩) ، والمحرر الوجيز (٤ / ٩) ، والجامع لأحكام القرآن (٧ / ٥١٩) ، وأنوار التنزيل (١ / ١٩٩).
وقد ردّ بعض المفسرين على من ضعّف هذه القراءة ، قال أبو حيان : «وما ذهب إليه أهل البصرة ، وتبعهم فيه الزمخشري وابن عطية من امتناع العطف على الضمير المجرور إلا بإعادة الجار ، ومن اعتلالهم لذلك غير صحيح ، بل الصحيح مذهب الكوفيين في ذلك ، وأنه يجوز». وقال أيضا : «وأما قول ابن عطية : ويردّ عندي هذه القراءة من المعنى وجهان ، فجسارة قبيحة منه لا تليق بحاله ، ولا بطهارة لسانه ، إذ عمد إلى قراءة متواترة من