قوله تعالى : (وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ)(١) الآية.
الخبيث والطيّب : عبارتان عن الحرام والحلال ، أي تدفعوا إليهم شيئا هو طيّب لكم ، وتأخذوا من مالهم ما هو خبيث لكم ، طلبا للربح. هذا قول الضّحّاك والسّدّي (٢). وقيل : لا تتبدلوا الهزيل بالسمين (٣) ، وقيل : الطيّب مقدار ما أبيح تناوله من مال
__________________
(١) سورة النساء ، الآية : ٢ ، ونص الآية : (وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً).
(٢) قال الضحاك : لا تعط فاسدا وتأخذ جيدا. وقال السدي : كان أحدهم يأخذ الشاة السمينة من غنم اليتيم ، ويجعل مكانها الشاة المهزولة ، ويقول : «شاة بشاة» ، ويأخذ الدرهم الجيد ويطرح مكانه الزيف ، ويقول : درهم بدرهم. وأما تفسير الخبيث والطيب بالحلال والحرام فهو قول مجاهد والثوري وابن جبير. انظر : جامع البيان (٧ / ٥٢٥ ، ٥٢٦) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٨٥٥ ، ٨٥٦) ، وتفسير السدّي الكبير ص (١٩٥) ، والنكت والعيون (١ / ٤٤٧) ، ومعالم التنزيل (٢ / ١٦٠) ، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٤٢٥).
(٣) وهذا قول سعيد بن المسيب والزهري والسدي كما سبق. انظر : جامع البيان (٧ / ٥٢٥ ، ٥٢٦) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٨٥٥ ، ٨٥٦) ، وتفسير السدّي الكبير ص (١٩٥) ، والنكت والعيون (١ / ٤٤٧) ، والجامع لأحكام القرآن (٥ / ٩) ، والبحر المحيط (٣ / ١٦٨) ، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٤٢٥).