ومرتكب الذنب وإن كان يعلم كونه ذنبا يقال له جاهل ، ومن هذا الوجه قال مجاهد : الجهالة : العمد (١) ، وقول من قال : الجهالة : المعصية (٢) فعلى هذا ، لأن كل معصية جهالة ، وإن لم يكن كل جهالة معصية ، وقوله : (ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ) أي قبل الموت (٣) ، بدلالة قوله صلىاللهعليهوسلم : «إن الله يغفر لعبده ما لم يقع الحجاب».
__________________
ـ (٢ / ٢٧) ، والجامع لأحكام القرآن (٥ / ٩٢) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٠٨).
(١) وهذا مروي عن مجاهد والضحاك وضعّفه ابن جرير. انظر : جامع البيان (٨ / ٩٠ ، ٩١) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٨٩٧) ، وتفسير مجاهد ص (٢٧٠) ، والنكت والعيون (١ / ٤٦٤) ، ومعالم التنزيل (٢ / ١٨٤) ، والمحرر الوجيز (٤ / ٥٣) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٠٨).
(٢) وهذا قول كافة الصحابة. قال قتادة : أجمع أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم على أن كل معصية فهي بجهالة عمدا كانت أو جهلا وهو قول ابن عباس والسدي وأبي العالية ومجاهد وابن زيد واختاره ابن جرير الطبري. انظر : جامع البيان (٨ / ٨٩ ، ٩٠) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٨٩٧) ، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج (٢ / ٢٩) ، وإعراب القرآن للنحاس (١ / ٤٤٢) ، والنكت والعيون (١ / ٤٦٤) ، والوسيط (٢ / ٢٦ ، ٢٧) ، ومعالم التنزيل (٢ / ١٨٤) ، والمحرر الوجيز (٤ / ٥٣) ، والجامع لأحكام القرآن (٥ / ٩٢) ، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٤٣٩).
(٣) وهذا مروي عن الضحاك وعكرمة وقتادة وابن زيد وأبي قلابة والحسن والضحاك ، واختاره ابن جرير الطبري. انظر : جامع البيان (٨ / ٩٤ ـ ٩٦) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٨٩٨ ، ٨٩٩) ، والنكت والعيون