قوله تعالى : (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ)(١) الآية. تعني أن قبول التوبة قد أخذ الله على نفسه تفضّلا لمن تاب من قريب إذا بدر منه سوء ، وقوله : (بِجَهالَةٍ) فيه أقوال : الأول : يأتيه سهوا من غير قصد إلى الفاحشة (٢). الثاني : عن جهل بكونه ذنبا (٣). الثالث : أن يعلمه لكن لا يعلم كونه كبيرة ، ولا قدر عقوبته (٤). الرابع : أن يعلمه ويعلم عقوبته ، لكن يتبع شهوته (٥) ،
__________________
ـ ورواه مسلم : كتاب الحدود ، باب : رجم اليهود أهل الذمة في الزنا (٣ / ١٣٢٨) رقم (١٧٠٣). ورواه أبو داود : كتاب الحدود ، باب : في الأمة تزني ولم تحصن رقم (٤٤٧٠). والترمذي في كتاب الحدود وقال : حسن صحيح ، باب : ما جاء في الرجم على الثيّب رقم (١٤٣٣).
وابن ماجه ، باب : إقامة الحدود على الإماء (٢ / ٨٥٧) رقم (٢٥٦٦).
(١) سورة النساء ، الآية : ١٧ ونصّها : (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً).
(٢) نقل أبو حيان هذا القول عن الماتريدي في البحر المحيط (٣ / ٢٠٨).
(٣) ذكر أبو حيان هذا القول في البحر المحيط (٣ / ٢٠٨) ولم ينسبه.
(٤) ذكر ابن عطية هذا القول عن ابن فورك وضعفه. المحرر الوجيز (٤ / ٥٤) ، وذكره الطبري عن بعض أهل العربية وردّه ، ويبدو أنه يقصد الفرّاء.
انظر : جامع البيان (٨ / ٩٢) ، ومعاني القرآن للفرّاء (١ / ٢٥٩) ، والجامع لأحكام القرآن (٥ / ٩٢).
(٥) وهذا اختيار الزجاج. انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٢٩) ، والوسيط