قوله تعالى : (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما)(١) الآية.
قد ذكر تفسيرها في الآية المتقدمة ، وقال مجاهد : هما الرجلان الزانيان ، يعني المتعاطيين اللواطة ، يعبّر عنها بالفاحشة (٢).
وقد روي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أن «اللواطة الزنى الصغير» (٣) ، وظاهر قوله : (فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما) يقتضي أن التوبة تسقط الحبس والأذى عن الزانيين (٤) ، وقد قيل : الإعراض عنهما هو ترك التثريب (٥) المذكور في قوله صلىاللهعليهوسلم : «إذا زنت أمة أحدكم ..» الخبر / إلى قوله : «فليبعها ولو بضفير ، ولا يثرّب عليها» (٦).
__________________
(١) سورة النساء ، الآية ١٦ ونصها : (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما إِنَّ اللهَ كانَ تَوَّاباً رَحِيماً).
(٢) انظر : جامع البيان (٨ / ٨٢) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٨٩٥) ، ومعالم التنزيل (٢ / ١٨٢) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٠٤ ، ٢٠٦).
(٣) لم أقف عليه ، ولكن ورد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال في الرجل يأتي امرأته في دبرها : «هي اللوطية الصغرى». رواه أحمد في المسند (٢ / ١٨٢ ، ٢١٠). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٤ / ٢٩٨) : رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط. وكذا قال المنذري في الترغيب رقم (٣٥٧٥).
(٤) وهذا اختيار الطبري. انظر : جامع البيان (٨ / ٨٨) ، والنكت والعيون (١ / ٤٦٣) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٠٧).
(٥) انظر : تفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٤٣٨). ومعنى التثريب : التعيير والاستقصاء في اللوم. انظر : مختار الصحاح ص (٨٣).
(٦) رواه البخاري ـ كتاب البيوع ، باب : بيع المدبّر (٤ / ٤٩١) رقم (٢٢٣٤).