للنوع (١) ، وقيل : معناه لا تنكحوا كنكاح آبائكم ، فما في موضع المصدر (٢) ، وقوله : (إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ.) قال : بعضهم : معناه بعد ما قد سلف كقولك : لا تبع من متاعي إلا ما قد بعت (٣) ، وقول الشاعر :
هجاؤك إلا أنّ ما كان قد مضى |
|
عليّ كأثواب الحرام المهيم (٤) |
وقيل : هو بمعنى لكن على الاستئناف ، كأنه قيل : لكن ما قد
__________________
(١) وهو رأي أبي عبيدة في المجاز (١ / ١٢٠) ، وانظر : أحكام القرآن لابن العربي (١ / ٣٦٨ ، ٣٦٩) ، والجامع لأحكام القرآن (٥ / ١٠٣) ، والبحر المحيط (٣ / ٢١٦).
(٢) وهو قول الطبري والزجاج والنيسابوري. انظر : جامع البيان (٨ / ١٣٧ ، ١٣٨) ، ومعاني القرآن وإعرابه (٢ / ٣٢) ، وتفسير غرائب القرآن (٢ / ٣٧٩).
(٣) انظر : جامع البيان (٨ / ١٣٦) ، ومعاني القرآن للزجاج (٢ / ٣٢) ، وتفسير القرآن للسمعاني (١ / ٤١٠) ، ومعالم التنزيل (٢ / ١٨٧) ، والجامع لأحكام القرآن (٥ / ١٠٤). وقال الأخفش في تفسير هذه الآية : «ومثل هذا في كلام العرب كثير ، تقول : لا تصنع ما صنعت ، ولا تأكل ما أكلت». معاني القرآن (١ / ٤٤٠).
(٤) البيت في : المعاني الكبير (١ / ٤٨٤) و (٣ / ١١٧٧) وهو من بحر الطويل ، قال ابن قتيبة : معناه : «هجاؤك عليّ حرام كحرمة الثياب على المحرم (الحرام) المسبّح الذي يقرأ (المهيم).