لا بأس أن يتزوج الحرّة على الأمة ، والأمة على الحرّة (١) ، وأصل العنت : الشّدّة نحو العند ، لكن العنات أبلغ من العناد ، لأنه هو المؤدي إلى الهلاك ، وقال تعالى : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَعْنَتَكُمْ)(٢) ومنه قيل : أكمة عنوت (٣) ، وقد فسر بالزنا تفسير عموم بخصوص (٤)
__________________
ـ جامع البيان (٨ / ١٨٣ ، ١٨٤) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٩٢٠) ، والجامع لأحكام القرآن (٥ / ١٣٧) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٢٩).
(١) نقل ابن العربي عن مالك أنه قال : إذا خشي العنت مع حرّة واحتاج إلى أخرى ولم يقدر على صداقها ، فإنه يجوز له أن يتزوج الأمة ، وهكذا مع كل حرة وكلّ أمة حتى ينتهي إلى الأربع بظاهر القرآن. وقال مرة أخرى : إذا تزوج الأمة على الحرة ردّ نكاحه. وصحح ابن العربي الرواية الأولى. انظر : أحكام القرآن (١ / ٣٩٤) ، وانظر : الجامع لأحكام القرآن (٥ / ١٣٩).
(٢) سورة البقرة ، الآية : ٢٢٠.
(٣) انظر : معاني العنت في : مجاز القرآن (١ / ١٢٣) ، ومعاني القرآن للنحاس (٢ / ٦٧) ، وغريب القرآن ص (٣٣١) ، وجامع البيان (٨ / ٢٠٦) ، والمفردات ص (٥٨٩ ، ٥٩٠) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٣٤) ، ومعنى [أكمة عنوت] أي تلّ شاق الصعود. انظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٤٢) ، ومعاني القرآن للنحاس (٢ / ٦٧) ، وتاج العروس (١ / ٥٦٥).
(٤) وهذا مروي عن ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير ، والضحاك ، وعطاء ، وعمرو بن دينار ، والحسن ، والسدي ، والشعبي ، وقتادة ، وعطية العوفي وعبد الرحمن بن زيد. انظر : معاني القرآن للفرّاء (١ / ٢٦١) ، وجامع البيان (٨ / ٢٠٤ ـ ٢٠٦) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم