الغنى (١) ، وذلك أن يجد من المال ما يجعله صداق حرة ، وإليه ذهب الثوري (٢) ، والشافعي (٣) ، وقوّى ذلك بما رواه جابر عن النبي صلىاللهعليهوسلم : «من وجد ما يتزوج به حرّة فلا ينكح أمة» (٤) ، وقال أبو حنيفة : هو أن يكون تحته حرة (٥) ، وقال بعض الصحابة : هو أن يجد في قلبه غنى عنها بأن لا يهواها (٦) ، وحكي عن مالك :
__________________
ـ (١ / ٤١٥).
(١) انظر : جامع البيان (٨ / ١٨٢ ، ١٨٣) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٩٢٠) ، وأحكام القرآن للجصّاص (٢ / ١٥٧).
(٢) أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري ، أمير المؤمنين في الحديث ، ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة ، من رؤوس الطبقة السابعة ، ولد بالكوفة سنة ٩٧ ه ، وتوفي بالبصرة سنة ١٦١ ه. انظر : سير أعلام النبلاء (٧ / ٢٢٩) ، وتهذيب التهذيب (٤ / ١١١) ، والتقريب ص (٢٤٤).
(٣) انظر : قول الشافعي في : التفسير الكبير (١٠ / ٤٧) ، وتفسير غرائب القرآن (٢ / ٣٩٤) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٢٩).
(٤) أخرجه الطبري في جامع البيان عن الحسن مرسلا (١٨٧) ، وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢ / ٢٥٤) وعزاه لعبد الرزاق وابن أبي شيبة والطبري عن الحسن مرفوعا. ولم أجده عن جابر مرفوعا.
(٥) انظر : التفسير الكبير (١٠ / ٤٧) ، والجامع لأحكام القرآن (٥ / ١٣٦) ، وتفسير غرائب القرآن (٢ / ٣٩٥).
(٦) وهذا مروي عن ابن مسعود وجابر وعطاء والشعبي والنخعي وربيعة ، وهؤلاء فسرّوا (الطول) في الآية بمعنى الجلد والصبر لمن أحبّ أمة. انظر :