وقد قال صلىاللهعليهوسلم : «لا تهجروا النساء إلا في بيوتهن ، ولا تهجروهن إلا في المضاجع ، فإن أبين (١) فاضربوهن ضربا غير مبرح» (٢) ، وقوله : (فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ) تنبيه على أن الذي يلزم هو بذل الطاعة في الظاهر. فأما المحبة بالقلب فليس من فعلها فتؤخذ به (٣) ، ونبّه بقوله : (إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيًّا كَبِيراً) على أن الله تعالى مع هذه الحالة يقتصر من عباده في كثير من عبادتهم على الظاهر ، وقيل :
__________________
ـ (٣ / ٩٤٣) ، والنكت والعيون (١ / ٤٨٢) ، وتفسير القرآن للسمعاني (١ / ٤٢٣) ، ومعالم التنزيل (٢ / ٢٠٨) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٥١).
(١) تصحفت في الأصل إلى (فأبين) والصواب ما أثبته.
(٢) أخرجه ابن جرير الطبري في جامع البيان (٨ / ٣١٥) وفي سنده انقطاع بيّن وإرسال. وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢ / ٢٧٨) وعزاه لابن جرير وحده.
(٣) كما قال سفيان الثوري : «... فإن فعلت ذلك فلا يكلّفها أن تحبه ، فإن قلبها ليس في يديها» ذكره الطبري في جامع البيان (٨ / ٣٠٦). وقال الطبري : «فإن راجعن طاعتكم عند ذلك وفئن إلى الواجب عليهن ، فلا تطلبوا طريقا إلى أذاهن ومكروههنّ ولا تلتمسوا سبيلا إلى ما لا يحلّ لكم من أبدانهن وأموالهن بالعلل ، وذلك أن يقول أحدكم : «إنك لست تحبيني ، وأنت لي مبغضة» فيضربها على ذلك أو يؤذيها فقال تعالى للرجال : (فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ) أي على بغضهن لكم فلا تجنوا عليهن ، ولا تكلفوهن محبتكم فإن ذلك ليس بأيديهن». جامع البيان (٨ / ٣١٦) ، وانظر : النكت والعيون (١ / ٤٨٣).