يطيقون (١) ، إن قيل : لم قدم الأمر بالإيمان على النهي عن الشرك ، ومعلوم أن تجنّب الشرك مقدّم على حقيقة الإتيان بالإيمان ، قيل : إن الشرك يقال على ضربين : أحدهما : الشرك الأكبر ، وهو إثبات صانع غير الله (٢). والثاني : الرياء (٣) ، وإياه
__________________
(١) قال ابن كثير : (وَما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) وصية بالأرقاء ، لأن الرقيق ضعيف الحيلة أسير في أيدي الناس ..» تفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٤٦٩). وانظر : الجامع لأحكام القرآن (٥ / ١٨٩) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٥٥ ، ٢٥٦).
(٢) قصر الشرك الأكبر على إثبات صانع غير الله قصور شديد ، بل إن هذا النوع من الشرك لا يكاد يوجد إلا في بعض الطوائف اليسيرة. وهذا تعريف الأشاعرة للشرك ، بناء على تعريفهم للتوحيد ، إذ أن الألوهية عندهم هي القدرة على الاختراع والخلق. انظر : أصول الدين للبغدادي ص (١٢٣) ، والملل والنحل للشهرستاني (١ / ١٠٠). أما التعريف الصحيح للشرك الأكبر فهو الذي ذكره ابن القيم بقوله : «وأما الشرك فهو نوعان : أكبر وأصغر ، فالأكبر : لا يغفره الله إلا بالتوبة منه ، وهو أن يتخذ من دون الله ندّا يحبه كما يحب الله ، وهو الشرك الذي تضمن تسوية آلهة المشركين برب العالمين ، ولهذا قالوا لآلهتهم في النار : (تَاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ* إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ) [الشعراء : ٩٧ ، ٩٨] مع إقرارهم بأن الله وحده خالق كلّ شيء وربه ومليكه ، وأن آلهتهم لا تخلق ولا ترزق ولا تحيي ولا تميت ، وإنما كانت هذه التسوية في المحبة والتعظيم والعبادة ، كما هو حال أكثر مشركي العالم بل كلهم ..» مدارج السالكين (١ / ٣٦٨) وانظر : مجموع فتاوى شيخ الإسلام (١ / ٩١).
(٣) قال ابن القيم : «وأما الشرك الأصغر : فكيسير الرياء والتصنّع للخلق ،