يعبد الله فإن الله حي لا يموت (١) ، أيها القوم إن الله قد نعى إليكم نبيكم» ثم تلا الآية (٢) ، ولفظ الاستخبار يتناول : (انْقَلَبْتُمْ ،) وقوله : (فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً) تعريض بهم بأنهم يضرون أنفسهم (٣). إن قيل : كيف تعلق قوله : (وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ) بما قبله؟ قيل : إن ذلك قضية حذف بعضها ، تقديرها : ومن أحسن يجزه الله ، فإنه سيجزي الشاكرين (٤).
قوله تعالى : (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ كِتاباً مُؤَجَّلاً وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ)(٥). اللام في قوله : (وَما كانَ
__________________
(١) أشار إلى هذا المعنى القشيري. وانظر : لطائف الإشارات (١ / ٢٩٤).
(٢) أخرجه البخاري ـ كتاب المغازي ـ باب «مرض النبي صلىاللهعليهوسلم ووفاته» رقم (٤٤٥٤). والبيهقي في السنن الكبرى (٨ / ١٤٢) ، وإسحاق بن راهويه في مسنده (٣ / ٧٢٨) ، وليس في هذه المصادر أنه صلىاللهعليهوسلم تلا الآية.
(٣) انظر : جامع البيان (٧ / ٢٥٢) ، تفسير القرآن للسمعاني (١ / ٣٦٣) ، والجامع لأحكام القرآن (٤ / ٢٢٦) ، والبحر المحيط (٣ / ٧٥).
(٤) قال البقاعي : فالآية من الاحتباك : أثبت الانقلاب وعدم الضر أولا دليلا على حذف ضده ثانيا. والجزاء ثانيا دليلا على حذف مثله أولا. نظم الدرر (٢ / ١٦٢).
(٥) سورة آل عمران ، الآية : ١٤٥.