قوله تعالى : (إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ* بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ)(١)
الكفاية : مقدار ما فيه سدّ خلّة (٢) ، والفرق بين الاكتفاء والاستغناء : أن الاكتفاء ما فيه سدّ الخلّة وسع أو ضاق ، والاستغناء ما فيه السعة فهو أعم (٣) ، والإمداد : اتصال الشيء بالشيء ، وأصله من مد الحبل والمديقال تارة في الماء ، ومده ماء آخر ، وتارة في السير ، والمدة امتداد الوقت ، والمادة زيادة ممتدة ، والمداد المدّ الذي هو المكيال منه (٤) ، والفور أصله من فارت القدر والتنور (٥) ، والفور
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآيتان : ١٢٤ ، ١٢٥.
(٢) نقل أبو حيان هذا المعنى للكفاية ، ونسبه لابن عيسى. البحر المحيط (٣ / ٥٣) ، واقتصر عليه ابن الجوزي في زاد المسير (١ / ٤٥١). وانظر : المفردات ص (٧١٨) ، وفي المقاييس (٥ / ١٨٨) أن الكفاية : القيام بالأمر. والكفية : القوت الكافي. وانظر : أمالي ابن الشجري (١ / ٣٠٩).
(٣) لعله أخذ هذا المعنى للاستغناء من اشتقاقه من الغنى الذي هو اليسار وسعة الرزق. انظر : الصحاح (٦ / ٢٤٥) ، والمفردات ص (٦١٥ ، ٦١٦).
(٤) انظر : العين (٨ / ١٦ ، ١٧) ، وغريب القرآن للسجستاني ص (٤١٨ ، ٤٢٢ ، ٥٠٨) ، وتهذيب اللغة (١٤ / ٨٣ ، ٨٤) ، والمقاييس (٥ / ٢٦٩). ومعالم التنزيل (٢ / ١٠٠) ، والبحر المحيط (٣ / ٥٣).
(٥) قال الراغب : الفور : شدة الغليان ، ويقال ذلك في النار نفسها إذا هاجت ، وفي